الشاعر زين العابدين فؤاد يبهر جمهور المعرض بـ «حكايات من بورسعيد»
ارتسم المشيب على رأسه واخترقت التجاعيد وجهه وترك الزمن بصماته على جفنيه، لكنه لا يزال متأصلًا بالفكاهة والمرح.
ما أن يمسك بالميكروفون واقفًا، إلا وتسكنه روح القصيدة التي يلقيها، ويحلق بأرواح مستمعيه في أعالي السموات.
وبعذوبة كلمته وقوة تعبيره، أحيا الشاعر الكبير زين الدين فؤاد، أمسية شعرية أقيمت اليوم الإثنين، بقاعة الشعر، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ 54، ضمن فعاليات المكتبة الأدبية.
استهل فؤاد الأمسية بقصيدة بالعامية يرجع تاريخ كتابتها إلى ديسمبر عام 1964، حملت عنوان «حكاية من بورسعيد»، والتي تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.
وبدأ الشاعر الثمانيني إلقاء قصيدته التي حملت الطابع الوطني ذات البعد السياسي قائلًا، "كانت القصة قديمة عن حسن.. قطعوا الجرنال مشوفتش نصها.. فات عليها كتير .. زمن.. نسيت الناس اسمها.. قطعوا الجرنال ومسحوا به الإزاز.. والأزاز في القصة كان اخضر معشق.. وحسن في القصة كان أخضر رقيق.. وفي عينيه ريحة الفولاذ.. النجوم والبحر والليل والسمك.. سمسمية ترخي ع الميا الشبك».
ووسط تفاعل الحاضرين وتصفيقهم، استكمل فؤاد قصيدته قائلًا، " قلبه كان تفاح سماوي.. وفي ايديه صندوق ويسرح ع القهاوي يمسح الجزمة تغني الفوانيس.. بورسعيد والحنة تستنى العريس.. اللي بيبيعوا القمر في الإعلانات.. واللي بيبيعوا الهوا.. واللي بيعبوا البارود في علب دوا.. والسموم في البزازات طلعوا وش الفجر يطفوا غنوته».
وألقى زين العابدين قصيدة أخرى حملت اسم «صفحة من كتاب النيل»، وبدأت القصيدة بهذه الكلمات، " علق لي ع الصدر عمامة.. ارسمني ع المناديل وردة وحمامة.. مرجحني في كتاب النيل عصفورة ألوان.. ركبني المركب ورجعني.. حفظني العنوان.. دوقني من قمح رشيد والسّعني.. نزلني المالح وانا هاملا ضفايري.. ارسمني بستان ع الإيد وجناين على ضهري».